سورة الزخرف - تفسير تفسير المنتخب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزخرف)


        


{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20) أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)}
19- وسموا الملائكة المخلوقين للرحمن إناثاً، أرأوا خلقهم رؤية مشاهدة حتى يحكموا بذلك؟ لم يروه، سنسجل عليهم هذا الافتراء، ويُحاسبون عليه يوم القيامة.
20- وقال المشركون: لو شاء الرحمن عدم عبادتنا لهؤلاء الشركاء ما عبدناهم، زاعمين أنه راض عن عبادتهم لهؤلاء الشركاء، ليس لديهم بما قالوا أي علم يستندون إليه، وما هم إلا واهمون، يقولون قولاً غير مستند إلى دليل.
21- هل أعطيناهم كتاباً من قبل القرآن يؤيد افتراءهم، فهم به متعلقون أشد التعلق؟! لم ننزل عليهم ذلك، فلا حُجة لهم من النقل.
22- بل قال المشركون- حين فقدوا كل حُجة-: إنا وجدنا آباءنا على دين، وإننا على آثارهم سائرون.
23- ومثل الحال الذي عليه هؤلاء حال الأمم السابقة، ما أرسلنا من قبلك في قرية رسولا إلا قال المتنعمون فيها- وهم الذين أبطرتهم النعمة-: إننا وجدنا آباءنا على دين، وإنا على آثارهم سائرون، فالتقليد ضلال قديم.
24- قال النذير: أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بما هو أدخل في الهداية مما وجدتم عليه آباءكم؟ قالوا- مجيبين لرسلهم يكذبون بالدين-: إننا بما أرسلتم به جاحدون.
25- فعاقبنا المكذبين لرسلهم عقاباً شديداً في الدنيا، فانظر- أيها المتأمل- كيف صار مآل المكذبين لكم مثلا عجيباً وعظة بالغة؟!.


{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)}
26- واذكر- يا محمد- للمكذبين قصة إبراهيم، إذ قال لأبيه وقومه: إننى برئ من عبادة آلهتكم الباطلة.
27- لكنى أعبد الله الذي خلقنى، لأنه سبحانه- الذي سيرشدنى إلى طريق الحق.
28- وصيَّرها- بإعلانها لهم- كلمة باقية في ذريته- هي كلمة التوحيد- لعلهم يرجعون إليها، فيؤمنون بها.
29- لم يحقق المشركون رجاء إبراهيم، ولم أعجل لهم العقوبة، بل متعت الحاضرين- لك يا محمد- ومتعت آباءهم من قبل بأنواع النعم، حتى نزل القرآن داعياً إلى الحق وجاءهم رسول مبين يدعوهم إليه.
30- وحين نزل القرآن يرشدهم إلى التوحيد ضموا إلى شركهم تسميته سحراً وتمويهاً- استهزاء به- وأصروا على كفرهم.
31- وقال المشركون، استخفافاً بمحمد، واستعظاماً أن ينزل عليه القرآن: هلا نزل القرآن- الذي يزعم أنه وحى الله- على رجل عظيم من مكة أو الطائف؟.
32- ليس بأيدى المشركين مفاتيح الرسالة، حتى يجعلوها في أصحاب الجاه، نحن تولينا تدبير معيشتهم لعجزهم عن ذلك، وفضلنا بعضهم على بعض في الرزق والجاه، ليتخذ بعضهم من بعض أعواناً يسخرونهم في قضاء حوائجهم، حتى يتساندوا في طلب العيش وتنظيم الحياة والنبوة وما يتبعها من سعادة الدارين خير من أكبر مقامات الدنيا.


{وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35) وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39) أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (40)}
33- ولولا كراهة أن يكفر الناس جميعاً إذا رأوا الكفار في سعة من الرزق، لجعلنا لبيوت من يكفر بالرحمن سقفاً ومصاعد يرتقون عليها من الفضة، لهوان الدنيا علينا.
34، 35- ولجعلنا لبيوتهم أبواباً وسرراً من فضة ينعمون بها ويتكئون عليها، ولجعلنا لهم زينة من كل شيء، وما كل ذلك المتاع الذي وصفناه لك إلا متاعاً فانياً مقصوراً على الحياة الدنيا، وثواب الآخرة عند خالقك ومربيك مُعَد للذين اتقوا الشرك، واجتنبوا الموبقات.
36- ومن يتعامى عن القرآن الذي أنزله الرحمن ذكرى للعاملين نجعل له شيطاناً يتسلط عليه، فهو معه- دائماً- يضله ويغويه.
37- وإن شياطين المتعامين عن القرآن ليمنعونهم عن الطريق الذي يدعو إليه الرحمن، ويحسب المتعامون أنهم- باتباع قرنائهم- على الهدى.
38- حتى إذا جاء من تعامى عن القرآن إلى الله يوم القيامة، ورأى عاقبة تعاميه، قال لقرينه- نادماً-: يا ليت بينى وبينك في الدنيا بُعد المشرق عن المغرب، فبئس الصاحب كنت لى، حتى أوقعتنى في الهاوية.
39- ويقال لهم حينئذ- توبيخاً-: لن يخفف العذاب عنكم اليوم- إذ ظلمتم أنفسكم بالكفر- اشتراك شياطينكم معكم فيه، لأن كلا يعانى من العذاب ما يثقله.
40- أتقدر- يا محمد- على هداية من استولى عليهم الضلال؟ أفأنت تسمع الصم عن الحق، والعمى عن الاعتبار، ومن كان في علم الله أنه يموت على الضلال؟ لا تستطيع ذلك، لأنهم استقروا في الكفر، فلم ينتفعوا بما يسمعونه ويرونه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5